إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
48545 مشاهدة print word pdf
line-top
صور لعيسى ومريم كما يزعم النصارى

[س 37]: يعلق بعض النصارى صورا، زاعمين أنها لعيسى -عليه السلام- أو لمريم ابنة عمران، وهي تحمل عيسى كما يدعون، فهل يجوز- حفظكم الله- تصوير عيسى وأمه عليهما السلام؟ وما الواجب على من وجد تلك الصور؟
الجواب: كل هذه الصورة خيالية، ولا يجوز إقرارها، فمريم -عليها السلام- قد ماتت قبل الهجرة بمئات السنين، وابنها رفع إلى السماء قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- بأكثر من ستمائة سنة، ولم يكن هناك من احتفظ بصورته أو رآه أو عرف مريم، ولم يكن التصوير المعروف موجودا حين ذاك. فهذه التصاوير مكذوبة لا حقيقة لها، وأما الحكايات التي تنقل أن أهل الكتاب عندهم صور الأنبياء كلهم حتى نبينا -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يولد، فكل ذلك لا حقيقة له ولا صحة لشيء منه، ولو كانت صحيحة لوجدها المسلمون بعد أن فتحوا بلاد الشام ونحوها، فعلى هذا متى وجد شيء من هذه الصور وجب إتلافه مع القدرة؛ لأن تصويرها سبب لعبادتها، كما حصل لقوم نوح ومن بعدهم لما صوروا أولئك الصالحين وطال عليهم الأمد عبدوهم من دون الله، والله أعلم.

line-bottom